بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة سيد المرسلين
وجّهت وجهي للمجيد الأمجد | وجّهته وجه النبيّ الأحمد | |
الجسم حلّق في السماء مسافراً | نحو المدينة نحو قبر محمّد | |
والقلب يسبق جثّتي في طيره | متعطّشاً للقاء ذاک المشهد | |
ويفيض دمعي من سروري جارياً | تبدو به عيناي عيني أرمد | |
يا سيّدي ! قد زرت قبرک موقناً | أن السلام تردّه في المرقد | |
يا خير خلق الله ! قبرک مسجد | کم رکّع قاموا به أو سجّد | |
أنفاس قدس للمؤذّن تعتلي | منه وتجمع فيه کلّ مشرّد | |
“الله أکبر” نغمة نحيا بها | مهما استمعنا من جديد نولد | |
صلّيت في محراب مسجدک الذي | سجد الملائک يا له من مسجد! | |
سوّيت بين الناس في أجناسهم | والبيض عندک تستوي بالأسود | |
فطرقت بابک رغم أنّي عارف | أنّي الرغام وأنت عين العسجد | |
أنت الکريم فکن شفيع مکبّل | برباط ألسنة اللظی ومکبّد | |
ومسهّد حفّته نيران الرّدی | بقيود أغلال الذنوب مصفّد | |
أنت الکريم وکم تجمّع ها هنا | من بائس وبشعره المتلبّد | |
يا سيّدي ! إن السيادة تبتغي | فيک السّيادة أنت نفس السؤدد | |
يا سّيدي ! أنت الذي فاق الذری | کنت الذری إذ کنت فوق الفرقد | |
يا من سری صوب السماوات العلی ! | واذا جری بک في البراق المصعد؟ | |
أنباء غيب لاتکاد تطيقها | أسماعنا من عزّ ذاک المسند | |
أنوار قدس لم تکن أبصارنا | لتنالها من مجد ذاک المقصد | |
ورأيت ما لا عين إنسان رأت | عند المليک ونلت صدق المقعد | |
جاوزت آنات الزمان جميعها | وجمعت بين الأمس جمعاً والغد | |
وقطعت أرجاء المکان جميعها | وطويت ما قد کان غير مخلّد | |
لايمکن الإعراب عن تلک الذری | بالنطق في نجوی حروف الأبجد | |
صلّی الإله علی الحبيب المصطفی | من أفضل الصلوات ثمّ الأجود | |
صلّی علی المدفون تحت القبّة الـ | ـخضراء تجلو في السما کزبرجد | |
صلّی علی المولی أمير المؤمنيـ | ـن وقائد الغرّ الإمام الأرشد | |
صلّی علی الزهراء فاطمة البتو | ل کأفضل النسوان حتّی السرمد | |
وعلی الأئمّة من سلالة أحمد | وعلی الأعزّة في البقيع الغرقد | |
صلّی علی المهديّ منقذ ديننا | من وطأة الطاغوت وهو المهتدي | |
أعداؤنا حمقی لذا لم ينظروا | في أنّ ناصرنا لهم بالمرصد | |
ذاک الذي يأتي ليطلب ناقماً | ثأر الحسين بذي الفقار الأجرد | |
يا سادتي ! إنّي اهتديت بنورکم | وبهديکم أبغي الصراط وأقتدي | |
ما لي سوی الصلوات ورداً دائماً | لمحمّد ولأهل بيت محمّد |
العمرة الشعبانية – ۱۴۳۳
الهيات
سرّ المرآة
(مترجم عن قصيدتي الفارسية: راز آيينه)
زال خوف الکفر حالاً لا أبالي بالخطر
واعتلی التکبـير حالاً لا أبالي بالحـذر
ضاق صدري حيث ماج السرّ في طيّاته
حتّم الإفشاء فـوراً لا أبالي بالضــرر
ماج سرّ العشق في أعماق قلبي ثمّ سال
قاربتني ساعة الإفشاء(وانشـقّ القمـر)
أصغ للأنباء عن سرّ المرايـا صاحبـي
إن في(الأنبـاء) أسـرار وفيها (مزدجر)
قم ثنايا الليل واشرب من شراب السلسبيل
قسّموا (مـاء) الحياة (کل شرب محتضر)
تنزل الأنباء في قرآن فجـر العارفيـن
لا تلقّاها القلـوب ماخلا وقت (السحر)
واشکرالمحبوب عن تنزيل أسرارالسجود
هکذا قال الحبيـب نحن(نجزي من شکر)
قدسألت العشق عن سرّالمرايا في الوجود
کيف لانجتاز من سـدّ المرايـا للسفـر؟
قال:هذا اللغز صعب إن تنل عنه الجواب
نلت کل السـرّ من أسرار هذا المختبـر
ألق أنظاراً لأرجـاء الوجـود تعتـرف
ليس إلا للحبيـب الصبّ في الدنيا أثـر
(وارجع)الأبصار شاهد(هل تری فيه)الفطور؟
هل تری إلا حبيبــي في البساتين الثمر؟
أصغ للنغمات تعلو من حذافـير الوجود
ليست الا أغنيـات عن حبيبي في السمـر
في الثری أو في الثريّا عـمّ سيماه الجميل
قدخلا من لم يـر المحبوب من فيض البصر
کل مرآة تنال النور من وجـه الحبيب
تعکس الأنوار فوراً حيث تسعصي العبـر
کل ما في الکون مرآة لسيماه الجميـل
إنه الرائي هو المرئـيّ ذا سـرّ القــدر
کل ما في الکون قدّام المرايا صاحـبي !
ليس في خلـف المرايا أيّ سرّ أو خبــر
لست أنا
(ترجمته عن قصيدتي الفارسية: من نه منم)
لست أنا.هو الذي يفي الکلام من فمي هوالذي يسمعکم کلامه من کلمي
هو الــذي أراه لاأری سـواه آحداً يشي الکلام بينکم بمنطقي أو قلمي
**************
لست أنا الذي اقتفی لغيره عبـادة هو الذي عبدته مفارقاً من صنمـي
لست أنا الذي ارتضی بغيره غنيمة کنت کذا فذاک خيرمکسب مغتنم
**************
لست أنا. هو الذي شبّبني في هرمي وزال عني البخل ثم زادني في کرمي
إذ ارتضيتَ أن تری بغيره حقيقـة فکنت تستسمن في الخيال ذات الورم
**************
لست أنا الذي يطالب الشفا بغيره برغم أن حبّه يجــرّني في نقــم
يجعلني مريض حبّه کـذا يقـتلني قتيل حبّه کذا يبرئني مـن سقمـي
**************
أعظم بخالق علی شؤونه بالعظم أکرم ببارئ لکل ما يری من نسم
لا أدع الهوی يحول بينني وسيّدي أقسم أن أطيعه فذالک خير القسم
لي عالم يخصّني
(ترجمته عن قصيدتي الفارسية: دنيای من)
لي عالم يخصني
قلبي دنّ للحب
لايعبد إلا خمر الحب
نفسي غابة ملتوية
أتجوّل في صلاتي وآکل في صومي
وأسجد علی قمم الجبال
أطوف حول فلک الأفلاک
غرست فيها من کل الأشجار إلا شجر العقل
**************
لي عالم يخصني
کل صباح أخرج للإفطار من کرة التراب
في طريقي أحمل علی کتفي کوز الزهرة
أصعد علی درج المريخ والمشتري
أفتح الفلق بمفتاحي
أشقّ الفلک بالبراق
أرکب علی قوس قزح وأتسلّق من سلّم الکون
أجتاز المجموعة الشمسية في طرفة عين
أحلب کل صباح حليبا طازجا من مجرة درب اللبانة
أصب الحليب بملعقة الدب الأکبر في کوز الزهرة
أبسط لإفطاري مائدة السماء الزرقاء
لذلک مائدة إفطاري دائما زرقاء
أمدّ يدي إلی أغصان الجوزاء
أقتطف منه حبوبا من الزيتون
أضعها في صحن القمر إلی جانب کوز الزهرة
أشعل فرن الشمس
أطبخ فيها عجينا من العطارد
وأخرج منها صفيحة کقرص القمر
ثم أعلق علی رقبتي منديلا من حلقة زحل
وأتناول الخبز الساخن والحليب الطازج وحبوبا من الزيتون
**************
لي عالم يخصني
عالمي غرفة من الحرير
محدودة بأربعة حدود
تنتهي شمالا بحظيرة اللاهوت
وجنوبا برقعة الناسوت
وفي الشرق بالواقع وفي الغرب بالخيال
ضيقة قليلا
لکنها أنيقة مناسبة لبقاء ليلة واحدة في جولتي
********************
لي عالم يخصني
أحيانا أطير فيه إلی ذروته وأصل إلی أسفل السافلين
وأحيانا أخری أغوص في قعره وأصل إلی أعلی عليين
ملحفتي قطع من قارات الأرض
وسريري هو السماء الزرقاء
******************
لي عالم يخصني
أتتني الريح أمس واستلقت ساعة إلی جانبي
کانت تشکو السکون
لم تعرف کيف الحرکة والانطلاق
سألتني کيف تسير؟
قلت لها: اسألي الجبل. تعلمي منه أسرار الهبوب
وقبلها جاءني المطر
مستاءا متألما من العطش
أرسلته إلی بيداء النفس
فشرب من نهر العطش سرّ الارتواء
**************
لي عالم يخصني
ليلي مشمس مشرق
ظلامي منير متلألئ
لا حلو في مذاقي أحلی من المرارة
ولا أکثر تلوّنا من الظلال
الکون عندي أدق من الشعر
قطوف النجوم دانية
*******************
لي عالم يخصني
لا معنی فيه للاستياء
ولا مجال للفصل
عقلي عبد طيّع للحب
جسمي العروسة ترتاح في أحضان روحي العريس
الرطب يابس والنتن عنبر
لا أروع فيه من موسيقی الناي
ولا أحلی من زغردة الجغد المشؤوم
**************
لي عالم يخصني
لا يهرب فيه القطن من النار
ولا يخاف فيه الغنم من الذئب
القطن هنا يترنم نشيد الحب في وسط النار
والبياض ينشد أنشودة الخضرة في قلب الحمرة
والنعاج فيه تغازل الذئاب
الوحدة فيه تتفتح کالزهرة
وحنة الکثرة فيه تفقد لونها
**************
لي عالم يخصني
قد يشرف فيه الجزء علی الکل
ويحيط فيه المظروف بالظرف
وقد سکن في قلبي حبيب أکبر من الجبال الراسيات
عالمي مليئ بالأضداد
يتحدث فيه النقيضان حديث الحب ويتراقصان دون حياء واحتشام
العدم فيه بارقة من الوجود
العقل فيه أجنبي
ولا حجاب فيه بين الحبيب والحبيبة
الدور ممکن وکل شيئ يدور. لا حج فيه بغير هذا الطواف
والتسلسل ليس بمستحيل
وقد جربت التسلسل في سلسلة ظفائر حبيبتي
لا طواف فيه إلا في أدراج هذه السلسلة
**********************
لي عالم يخصّني
عالم في غرفة ضيقة
لاتتّسع إلا لي ولک وله و……
غرفتي غرفتک
عالمي عالم الجميع
لا عالم في الوجود إلا هذا العالم: عالم الوجود
عالم غريب عجيب
مليء بالأضداد
شکرا لله علی إبداع هذا العالم البديع
ماأجملالوجود!
(ترجمتهعنشعريبالفارسيةبعنوان: بهچههستی زيباست)
ماأجملالوجود!
لمأرفيهماسوی الخيرالذييجود
کمالهيقودکلشاهدإلی السجود
ماأجملالوجود!
جمالهيظهرفيحدائقالورود
يشهدباحترامهقلبيتوقللشهود
ماأجملالوجود!
رقعتهواسعةبلاحدود
ورحبةبلاسدود
ماعميتعينلرؤيةالجمال
إلالکافرعنود
أوملحدکنود
أومبغضحسود
لکنتری أنالحسود
لايستطيعأنيسود
انظرإلی مظاهرالوجود
تشهدبأنعنصرالجمالفيخيمتههوالعمود
ماأجملالوجود!
إذکلماينزلمنشراشرالوجود
لاينحنيإلی القعود
بليأخذالطريقللصعود
لأنهيميلللجميل
حتی إلی حضرتهيعود
ماأجملالوجود!
حلاوة الإيمان
(ترجمته عن قصيدتي الحرّة بالفارسية بنفس الاسم)
أنا مفطور بالحب
أسير للحب
أنا عطشان للخمر الصافي
وحبيس لضفائر غيدائي
أنا مستاء من وعّاظ بلادي
إذ لاموني في حبّي
هم منعوني من رؤية حورائي
منعوني أن أصغي لأغاني الحب وأنغام أحبّائي
وأنا المسکين!
في غليان شبابي نفّذت أوامرهم
آه!
کم حمّلت علی نفسي آلام طريقتهم
آه! کم ذقت مرارة سمّ من کأس شريعتهم
کنت أروض النفس وأمنّي قلبي
أني بالإيمان المرّ بمرارة حنظل
سوف أنال حلاوة رضوان المعبود
وأنا المسکين! کم حمّلت علی نفسي في غليان شبابي مرّ طريقتهم
فإذا بي لحظة سکر مع معبودي
قدّمت الشکوی لحبيبي المسجود
قلت له:
ما هذا الظلم الفاحش؟
کم نفسي تتحمّل مرّ الإيمان
لتنال رضاک لنيل الرضوان؟
أفلا تسمع ما مرّ معي ومع المعبود الرحمان؟
لم يلبث أن أصغی لأنيني
حتی جاء سريعا مقتربا منّي
فإذا بي منغمر في لجّة نور
منغمس في يمّ سرور
ولمست يديه الناعمتين
وسمعت کلاما لم أسمع من ذي قبل
قد ريّحني بنداء من رائحة الريحان
ناداني:
لاتغمض عينيک وشاهد عزّ مقامي
لاتثقل أذنيک وأصغ إلی حلو کلامي
هدأت نفسي
واعتنقت لشريعة محبوبي
ولذلک
أنا مفطور بالحب
قصب السکّر
(ترجمته عن شعري الفارسي: نيشکر)
في محبوب مثل الجـوهـر حمّت نفسيمثل المجمـر
عشت العمر وأنـا أزرع في قلبي من نبت أخضـر
طلباً للسکّـر والسـلوی فزرعت به قصب السکّر
لکن سرعان بـدا عکساً مال الأبيـض نحو الأسمر
ثم اشتدّ سـواد العالـم واسـودّ بعيـنيّ المنظـر
يا أسفا إذ کان الـزرع من خضرته صار الأصفر
قصب کان الناي بلاسکّر من صفرته صار البيـدر
لم أحصدمن خصب السکّر إلا قصب الناي الأحمـر
فحملت الناي بأنّــاتِ کأنين الناي إلی المنجـر
وأخذت الناي وغنّيـت بأغاني الحرقة في الحنجر
من شدّة ما قد أحرقنـي روّيت القلب من الخنجر
وکأني حمّرت کبــدي وقليت قلبي في الطنجـر
تاجرت الحبّ ولم أفقـه بسباق الفقه علی المتجر
قد کنـت أراني مقدامـاً کالنمر الرابض والقسور
ظنّ النــاس أنّي بطـل في الهيجاء ملک الأشـتر
کانت أسد الغابة تخشـی من زمجرتي أنا کالحيـدر
لکن سرعان الضعف طغی فسقطت الأرض علی المنخر
ما هابت منّي غــزلان ما عاد يخاف ولوجعفـر
ونهاري أظلم کالليــل لم أعرف بنصر من خنصر
ليلـي مجنـون کالليلـی ونهاري قيـس به المغبـرّ
في البدء الخلّ بدا حلـواً کالتمر الجاذب في المظهر
لکن سرعان بدا مــرّاً کالحنظل في اللون الأکدر
في البدء الخلّ بدا عـطراً کشميم النرجس والعنبـر
لکن سرعان بدا قــذراً کفضال الثعلب والعنتـر
کم من خلّ يبـدو فينـا في حسن مفاتنه أحـور
لکن يتبيّــن أنّ کـذا في سوء معايبـه أعـور
لم يـأب اللـه ليبـتلـي إبراهيم وهـو الأجـدر
ما صار خليل الرحمــن إلا وارتــدّ علـی آذر
وتذکّر ما قــال علـيٌ مغوار الخندق و الخيبـر
يعسوب الدين فقدأوصـی لجـميع الناس علی المنبر
قال المولی:«اخبرتــقله» لا تنس الدرس من المخبر
الحبّ هديــة بارينــا لا تخلطه أبــدا بالشّـر
احذر يا صاح أحبّـاءک أن تهوي في الحبّ الأبتـر
الحبّ أمانــة خالقـنا أهـداه الله وقـد حـذّر
أهداه الأحمـد قـال لـه إذ أعطـاه و قد بـشّـر
صـلّ لإلهــک ثم انحـر إنـاأعطينـاک الکوثـر
شوال ۱۴۲۷
قصة الفراشة
في خفايا ليلة قدسيّـةٍ من ليالى رمضان الصائمين
قلمي أيقظنى من نومَـةٍ أغرقَتْنى في منام الغافلـين
باتَ يجري كالنسيمِ في يدي بِتّ أسري في قيام القائمين
بات يروي قصةَ فِراشةٍ حُلوةٍ ورديّـةٍ كالياسمـين
لِتكن قصتُهـا خالـدةً أبداً في ذكريات الذاكرين
×××
قلمى يقـصّ لي بأنهـا ليلةً طافت بأرجاء السمـا
حلّقت تبحث عن بارقة لتفادي لسعة بـرد الشتـا
جرَّها نورٌ لمصباحٍ غـدا ضوءه يُشرق في عمق الفضا
فدنت منه لكى ينقذهـا من دُجى الدنيا بأمواج السنا
ليتها تشفي بـه آلامَهـا عَلّها أن تلمس منه الشفـا
×××
قَرُبت، لكن تراءَت نفسها في زجاجٍ حولَي النور يدور
استدارت حولـَه اذ ربمـا ثقبة، منها الَى النـور تفور
حاولت،ضحّت،سعت،لكنها لمتجد فيه سبيـلاًللسـرور
وجدتـها في دَوار مغلـقٍ يئست من أن ترا فيه النفور
اخطأتْ، إن الزجاج حولها نفسها، لاحولَي النوريدور!
×××
استراحت، استعادت قوةً ثمّ بالنور استعانت خاضعه
ناجت النور لكى يُنقذها من دُجَى الدهربنفسٍ خاشعه
استعانت بي هي، لكنهـا لمتعد تحتاج هذي الواسطه
ثمّ تابَت اذ رأت في ذاتهـا أنها و النور عمق الدائـره
الزجاج كان مـرآةً لهـا لميعد بينهما من فاصلـه
علويّات
بردا ولائک أرتدي وبذي الجلال توکلـي
بـک لا بغيرک أهتـدي بعبادتي بتبتّلي
أنا في دياجير الدجی قمر بشمسک أنجـلي
في زمهرير شراشري بشرار عشقک أصطلي
يا نور أنت الحق بين ظلام کفـر الباطـل
ناديت بالفوزإذا ضربوک بالصوت الجليّ
العدل يفخر أن تسمی بالعـدول العـادل
والسيف يخجل أن يسمی بالحسام القاتل
ويذوب جلمود الصخور بسيفک المتسلل
وتشـقّ أزهار الربيـع بثغـرک المتهلّل
وجنات مجهک أصبحت لجلاله کسجنجل
لا بأس إذ لجمـال وجهک بالبلايا أبتلي
يا معدن الجود أفض بغزير بحر سخاک لي
مهما ارتويـت بعلمک فنهلت خير المنهل
علي يا علي علي يا علي بعلا علوک أعتلي
وغدا ألاقيـک بقلـب في هواک مکبّل
حسينيّات
يا لثارات الحسين
يا حسين،ٌ يابن بدر و حُنيـن يا سراجَ الحق، يا بـدرَ اللُجيـن
صرخت دقاتُ قلبي في رثـاك أنشدتنـی يا لثـارات الحسيـن
يا لثارات الحسين
جان فدايت يا حسين
كربـلا لوحـات عزٍّ و وفـا ثورة الـحب وعنـوان العـلا
عانـق المـوت الحياة مثلمـا طفلـة تحنـو لحضـن امّهـا
يا لثارات الحسين
جان فدايت يا حسين
شفتا رأس علی الرمـح قويم غنّتـا آيـاً من الذكـر الحكيم
اعجبـوا من أمـر هاتين، فلا غَرْوَ من أصحاب كهف و الرقيم
يا لثارات الحسين
جان فدايت يا حسين
حيثما القتل لدی أهل الحسين بـات أحلی من لذيـذ العسل
زُيِّنوا بالموت كالعِقـد الـذى خُـطَّ في جيـد الفتاة الصَيْقَل
يا لثارات الحسين
جان فدايت يا حسين
مهدويات
مولد المهدي
يا معشر الدنيا لكم بشری من الله الصمد
شعبـان يأتي، موسـم الأفراح منا بالرصد
يا نسوتـا! هلاّ تزغـردن بأرجاء البلـد
يأتي الامـام المنتظر، يأتي الهدی يأتي المدد
××××××××××
لو لميكن نورالهدی في الأرض فيمابيننا
ساخت بمجموع الوری، اذ إِنه فيها الوتد
يمحوظلام الظلم قوموا،افرحواواستبشروا
في غيهب الغىّ وظلماء الدّجی يأتي الرشد
××××××××××
نرنو لِلقُياك لكى تنجو بك كلُ الامـم
نجمَ الهدی فيك الرجا،اطلع فقدطال الامد
يا رحمةالرحمن روح الله يا عيسی المسيح
مهدىّ يحيى أمرنـا، قدّم له أنـت السند
××××××××××
قم يانجُىّ سُلَّ سيفَ النور من غِمدِالدُجی
غيرَ الحسام المدّخر، لانبتغـى نحن المـدد
قد يملا الله العلىُّ الارضَ من عدلٍ بـك
لا من سـواكَ لميكن، كفـواً لك حقاً أحد
××××××××××
و أتی نتنياهو بتلمـود كحمّال الحطب
علّـق بأعلـی جيده، حبلاًمتيناً من مسد
تبت يدا أبى لهب، اِقذِفه في نار الحصـب
نتن كشـرّ ماخلق، نفـّاث شـرّ في العقد
××××××××××
كم زوَّروا مثل الذباب و زيّنوا مثل الزّبد
لاشـكّ قد يفنی الزبدوالمـاء يبقی للأبد
قل للعِدی موتوا بغيظ قد أتی نعم الولد
وُلِدالهدی فإذاالعِدیكادت تموت من حسد
××××××××××
تَعوي الثعالبُ والذئابُ فياتری زمجر لهم
في لجة الهيجاء أنت الهيثـمُ أنـت الاسـد
يا حجة الله العلىّ، أِرمِ النقـابَ و انجلي
نَفـدي لكَ أرواحَنا، نُهديـكَ أفلاذَ الكبد
××××××××××
ياربِ عجّل في ظهور الحجة الثانى عشر
حتـی نرا سيماه فينا قبلما يفنـی الجلد
بيروت – ۱۴۱۹
خمينيّات
حزيران الاحزان
ضجّ قلبى فى حزيران الحزين ضاق صدرى فى أناشيد الانين
فاق فى ذكرَی الخمينى همّنا فى السماوات العلیيعلوالرنين
****
راهبٌ بالليل فى سرّ الدجی فارسٌ فـذٌّ بساحـات الوغی
خاضع عبد يخـرّ ساجـداً شاهر سيف الردی ضد العدی
****
فجّرالبركان فى الشرق الظليم زلـزل الغرب بزلزال عظيـم
أنقـذ الانسان حقـاً بعدما كاد يهوي بالهوی نحوالجحيم
****
روحـه تهتـزّ فـى أعماقنا سـرّه يجتـاز فـى أرواحنا
غاب عن دنيا الظلام بعدمـا فـاض بالانـوار فى أسرارنا
****
يا خمينـيّ !
يا خميني عشتَ حياً بيننا جاودان شدياد تودرقلب ما
مرة أخری حزيرانٌ أتی ضمّ للأحزان حزناً مُوجِعـا
اعتلت ضجّاتنـا في عالمبات فيذكریالخميني مُدمِعا
××××××××××
ذبت في الله قداخترت الفناء فاصطفاك الله رمزاً للبـقاء
هكـذا ذبنا بنـور ساطع من جبين كان مرآة الصفاء
××××××××××
كنت رعداً هزّ أركان العدی كنت برقاًشقَّ أرجاء الدجی
كنت سيلاً جارفـاً لمينثنـىحطّم الطاغوت أحياالمرتجی
××××××××××
يوم إذ غادرتَنـا نحوَ السما في عروجٍ قدعلا حتی دنـا
لم ينل منك الـردیكلاولا لمتزل تَحيی بك أرواحنـا
××××××××××
نفسي غلت، بمدامها رويتــها وتكدرت ضيائها ضويتـها
وتعرجت، فبقـدها سـويتـها وتضعفت، فبمـدها قويتها
حبيتها حقا متی حبيتها
عطفت لعاطفـتي متی نميتـها حتي بجذوة حرها حمـيتـها
هـي وردة بجمالهـا سميتـها كم عطرت نفسي متی شميتها
حبيتها حقا متی حبيتها
نعم السؤال سئلت إذ طافت بنفـ سي ذكريات للشباب وللصبا
قد كنت في أيام دهري طالبــا ولكنت للحـق المبين مطالبـا
إذ ما رأيت شبابنــا يتملمـلو ن لسكرهم لرأيت نفسيغاضبا
وإذا رأيت الظلم في وطـني ربا أناكنت أصرخ في الجبالوفي الربی
أنامذبدأت الدرس كنت طوال عمـ ـري ساعياًفي البحث عمافي العلی
متمنياً كشف الحـقيقة أينـما وجدت سواءً في الثريا والثری
أبغي الحقيقة إن بدت في الأرض أو باتت تشعشع في المعاليوالذری
ما ملت قط إلي اليمين أو اليسا رلأن نهجي نهج منطلب الهدی
يا من يميل إلي اليمين تشـدداً ماهكذا بك ظن إخوان الصفا
يا من يسير إلي اليسار تـسامحاً فرّطت في الحق وسيفك قد نبا
دع جانب الإفراط والتفريط واسـ لك نهج مولاك العلي المرتضی
أو لم يقل إن اليمين مع الشـما ل مضلّة فتوسطـوا هذا التقی
شتاء ۱۳۸۱
العقل والوحي
بک يا إلهي! أستبين سبيـلی بک أستعين فأنت خير خليل
بنبيک الهادي الوری أسترشد وبآل بيـت للأنــام دليل
العقل يرشدنی الطريق إليهم أما بدونهم فعقـل عليـل
کثرت أساطيل العدی لکن فکم فئة کثيرة انمحـت بقليـل
العقل والوحي جناحا طائـر يسمو بنا فی ذروة التکميل
متأصلون بشرعنا وعـقولنا کغداة انـفلقت بکل أصيل
قل لمن يحتجّ في لومــي كفا كنت سمـحاً ما عـدا مما بدا؟
بتّ تحتجّ اشتعال الرأس شيـ ـباً ولكن لا منـاصٌ للجـوی
عندما ضخّ الهوی حرّ الشباب في عجوز سابـق الـشيخ الفتی
لا تلوميـني فهـذي شـعلة كبّ في نفسي شميـم من سـنا
مذ رأته العين قد فرّ القــرار بتّ ليــلي لا مـنام لا كری
خلت نفسي طائر العشق الذي حلّق الأرض ليرقـیفي السمـا
طار من إيران من فوق الجبـال قاصداً لبنان في سير الســری
جازمن فوق الصحاري والبحور جاب ودياناً إلي أن قد دنــا
حام في المصنع وشتـورة والـ قلب سكران لحسـن الملتقـی
طار من أعلی قصـور صـوفر في بحمــدون وعاليّـا عـلا
حطّ في ينبـوع فالوغــا ير وّي غلـيل الجسم والروح معا
في برمّانا علا فوق الجبــال ثمّ في أجـواء بـيروت هـوی
تارة صار بصـور كالـذي زال مـنه العقل من فرط الهوی
وبصيدا صاد جمّـا وافـراً من جمـيلات كغـزلان الرُبی
تارة أخریببيروت الــتي جنّـنته حـورها حتی غـوی
التقیفي ملتقی النهرين بالـ فاتنـات الطالعــات للعلـی
في طرابلس وفي بنت جبـيل قد رأي أجـمل مما قد روی،،
امرؤ القيس لوادي حَومــلٍ فدَخـولٍ ثم من سِقط اللوی[۱]
قد قضي شطراً من الساعات في روشة العـلياء والمـوج طغی
مرّةً أخري رأي أوج الجمـال في حريصا عندمـا منه ارتقی
لكن التجوال في حارة حريك كان أحلي جولة فيـها قضـی
إنها حـارة حـبّ كلــما خاضـها قد حيّرت منه النهی
لم يكن فيها بريق كــان في جونـيا أو في حريصـا مطلقا
إنما كانت تبـثّ الـروح في كل قلـب كان بالحبّانجلى
صحّ أن المنظر الخــلاب في شارع الحـمراء حقّاً قد حلا
صحّ أن البرج ما استـوفی بما برج حمـّود به نال الصـدى
شارع الدكاش في حسن المهيـّ ـا بسن الفيل حقاً ما استوی
لكن العشق الذي أحسـسته بالضواحي فاض من روح الفدا
لا يزال القلب يرنو شائــقاً للألی كــانوا تماثيل الهدی
كان شعري نائماً كنيام كـهف بات يجري منذ أجرتني سعاد
أيها المفتون قد كفرتمــونـي في صلاتي منذ صلتني سعاد
إنني استفتيت قلـبي فاتركونـي في صراط قد أباحتني سعاد
منذ هذا اليوم قد وليتوجـهي شطر قلب منذ أولتني سعاد
إنني استقبلت قلباً فاقبلـــوني جائزاً لما أجازتنـي سعاد
قبلة أرضي بها : قلب مصــفي فيه نور قد أنـارتني سعاد
فيه بالإيمان من أحلي الحـلاوی من حلاوی قد أذاقتني سعاد
طفت سبعاً حـولها وهلـم جرا ها أطوف وقد أطافتني سعاد
اشتكت قدما سعاد ليت رجـلي اشتكت مما أجالتـني سعاد
قد سعيت كهاجرِِِِبِـهدی صفاها قد صفوت بما أصافتني سعاد
مروة من مـرأة قـد زينـتني بالمروءة مذ أمـالتني سعاد
منذ أن هرولت فيها طرت فيهـا مثل حجل قد أطارتني سعاد
ما لخاقـاني يفيـض بمثل هذا؟؟ ليس إلا ما أفاضـتني سعاد
ليتها حرقـت بما قد أحرقـتني منذ أبدت أن أحبتني سعاد
سهيل
منذ ليلي غاص في ذکری سهيل استنار الليل من سيما سهيل
ليس لي نجم سـوی تلک التـي ثروتي فيـها أسمّـيها سهيل
لم يکن ذاک الذي قال الخـليل إنّه ربّـي کــذا إلا سهيل
فارسيّ نلت علم الحبّ مــن عين صبّ لاح من لقيا سهيل
خلت شعري طار من قعر الثری کي ينال العزّ من معلی سهيل
ليت شعري قد قبست الشعر من جذوة قد أشعلت عينا سهيل
لم تکـد حتـی أذاقتـني بـما أنشدت ما يشبه الديبا سهيل
أنشـدت بحـراً لنـهر هائـج ورّطتـني لجّة الهيجـا سهيل
نهرنا قد صـار بحـراً مـذ رأی بحر لطف إنها الحـسنا سهيل
هل رأيت الوردأقوی من حديد؟! إنها من نبتـة الحيـفا سهيل
أي فرد منهما أحلی؟ : التــي في سماء الکون سمّوها سهيل؟
أم سهيلي والـتي قد نافسـت في صفاالأسنان في فيهاسهيل؟
مذ رأتها غمّضت لي أصبـحت قد تغضّ الطرف للدنيا سهيل
قلتها لا تحسـدي إن الحسـود لم يسد يوما فما هذا؟ سهيل!
أنت قـد جلّيـت لـيلي والتي جلّت الـروح التي فيناسهيل
أنت في أفق السمـا تحلو لنــا لکن الأخری فماأحلی سهيل
أنتمـا جلّيـتمانـي إنمـا الـ ـبون مابين الثری حتی سهيل
أين أنت؟
يا حنيني في الأغاني أين أنت؟ يا أنيني في الأماني أيـن أنت؟
أنت من لذت بها نفسي متی کان دهري قدرماني أين أنت؟
أنت من حنّت لها روحي متی صار عمري قدجفاني أين أنت؟
عشت دهري باحثاً عن ملجإ لم ألاقي من حماني أين أنت؟
صرت لا ألتذّ لا مما سمـعت من أغانٍ للغـواني أين أنت؟
لا بخمر أو نبيذ قد شـربت من يد الساقي بحان أين أنت؟
قد لهبت النار في جسمي لذا عدّ للموت الثواني أين أنت؟
أعتذر
سال دمعکِ من سلامي؟…أعتذر هاج قلبکِ من کلامي ؟… أعتذر
هل عدتکِ مصيبتي فسقمتِ مـن ما تسرّب من سقامي ؟… أعتذر
أو عدلتِ عن الصراط المستقيـم مذ جررتکِ في هيامي ؟… أعتذر
خضتِ في تنوينِ جرِّ بالهــوی منه تنوينَ اتّهــامي ؟… أعتذر
لم تذوقـي أکلــةً في لــذّةٍ إذ مسکتُکِ في صيامي ؟… أعتذر
ابتعـدتِ عـن المنـام براحـةٍ مذ أقمتکِ في قيـامي ؟… أعتذر
انقطعت عن الوئامِ مع الأنــام مذ هضمتکِ في وئامي ؟… أعتذر
أو خلعتِ نياط عـزّ الحاکمـين مذ أنطتکِ من وسامي ؟… أعتذر
هل هويتِ صريعـةً من ضربتـي مذ رميتکِ من سهامي ؟… أعتذر
أو تسلّل في نُـهـاکِ خواطري عبرَ وقعٍ من حسامي ؟…. أعتذر
دامتِ المأسـاة دومـاً بعـدها لم يقوّيـکِ التـيامي ؟… أعتذر
ذاب لحمکِ في لحومي – بعدما طرتِ عني – بالتحامي؟… أعتذر
ادّعيتُ الزهد لکن من – تُری – شال من حبّي لثـامي ؟… أعتذر
لست أدري ما الـذي ذوّقتِـني تِهتُ رغماً من مرامي ؟… أعتذر
لست أدري ما حداني کي أسير کالأسير للحرامــي ؟… أعتذر
لست أدري ماجری بي کي أميل کالمليــل للحمـام ؟… أعتذر
لست أدري ما بدا لي کي أُسيل من دموعي بالـدّوام ؟… أعتذر
أنتِ قد قسّمتِني قسمـين…لا کيف أمضي بانقسامي ؟… اعتذر
*************
يا سعاد ! إنّ لبّـکِ عـسجدٌ إن تلطّـخ في رغـامي… أعتذر
إن جرأتُ علی هوی حوريّـةٍ من سلالات الکـرام … أعتذر
إن تجاوزتُ الخطوط الحمر فـي ارتکـابٍ للجـسامِ … أعتذر
أو نويتُ برغم إنـذارالمشيـب صيدَ غزلان العـظامِ … أعتذر
يا سعـاد ! أعـذريني إنّــني خضتُ تيهاً من غرامي … أعتذر
إنّني أرجو اعتـذاري فالجـوی حطّ من نفسي زمامي … أعتذر
إنّني رغـم اعتـذاري أنتـظر کي تـردّي لي کلامي… أعتذر
لا تغيبي
لا تغيبي! هکذا الدنيا تغــيم إن قلبي دون لقياک سقيــم
غبت عني فتـرة هيّا انـظري قد تلوّی الجسم دوماً کالسليم
غبـت عني ردهة والـروح في نشوة والحبّ في قلبي مقيــم
غبت عني لکن الذکری تطوف في صميمي مثل أطياف الشميم
أيقظي روحـي وإلا قد أنـام مثلما أصحاب کهف والرقـيم
إن حبي صادق يبقی مــعي حينما ينحلّ جسمي کالرمـيم
بيننا بـون عظيـم فاصـل لکن الأرواح تلقی کالنسـيم
لن يعيق البون حبّـاً قد نمـا لا شکّي إنـه شـيء عظيـم
لمت نفسي مرة : مـا هکذا؟ کيف سقت النفس في ذنب أليم
ثم قد هدّأت نفسي قائـلاً إن ربّ الحبّ رحمان رحــيم
إن في حبّي لعمري شعـلة ولّعتها لوعـة الـربّ الکـريم
نسمات الريح……….شطحات الشعر
نسمات الريح تحمل بعداً منک
وتبثّ الضوء من عينيک
وتهبّ لساناً ينطق بالحب بين شفتيک
……………
الريح تهبّ بطلقة کل شهاب من عينيک
وتموج علی العلياوين الحمراوين : علی خديک
من أين تفيض هذي الريح؟……….
من قلب ينبض بالعشق بين صدريک
……………..
تنطلق النسمة من عينيک
لتمرّ علی خديک
ثم تلفّ کزوبعة ، لتحلّق فوق أرض المدرج
حيث جبينک يجلو کلجين المرآة ، ويمتدّ من الشرق
نحو المغرب في أفقي أذنيک……….
هذي الريح تبدأ رحلتها ، لتحلّق من وجه ورديّ کالسندس والديباج
ثمّ تجول وکيف تجول؟ ……..
کمثل البرق الخاطف بين غيوم تمطر للأرض العطشی
وکمثل العاصفة تخرق جو، الکون لتحرقني……..
ولتحرق قلباً يتدفّق في صدري
وتهزّ رجليّ کهزّات تنتاب يديک……..
ثمّ تهبط في عينيّ لتنـزل في أعماقي
فتصافح روحي رائحة القدس
وأجرّد قلبي من کل ثياب الإنيّة في نفسي
فإذا أنا عريان إستقبل ريحاً عاريةً تتسلّل في أعماقي
وأمدّ يديّ إليها لأعانقها
ولتهمس في إذني عقد زواج القلب
فأسکّنها في حضني
لتذوق مسافرتي طعم الدفء
وأخلّصها من برد شتاء قاسي
……………….
ومسافرتي لا تفتقد التمييز بين ظلام الليل وضوء الأيام
بل هي قد عبرته والحمد لله!
ومسافرتي لا تفتقد التمييز بين حرام الشرع و حلّ القلب حول «الحبّ»
بل هي قد عبرته ! والحمد لله!
فأسکّنها في حضني
وهي ترتاح قليلاً في غرفة قلبي من تعب الرحلة في أرجاء الأرض
فأهدّئها في حضني………
……………..
…………….
فإذا بالقبلة تخرق صمت هدوء القلب
وإذا بدموع الشوق تذرف من عينيّ وتهطل في عينيها
وتسيل بأودية تتوزّع في هضبات خدّيها
لتخفّف من لهب النار….
لکن……….. تتبخّر ، لا تقدر أن تطفيها……
………..
أما الدمع فيسکب کالسيل
ويبلّ شفاهاً يابسة کانت تمتصّ ريق فمي ، تتجرّعه بجراع واحدة تلو الأخری
لکن هي ما زالت عطشی
تتلوّی کالأم الثکلی
شفتاها اليابستان تستسقي الله وعينيّ ، لتصبّ زلال الدمع
فتجود العينان متنافستين في رشّ حبيبات الفضّة فيها
حقّاً هذي عرس شفاه تتبادل فيها القبلات مرارا……..
هذي شفة تتزلّق تحت الأخری!
تلک شفة تتسلّق فوق الأخری!
موسيقی القبلة تعلو نحو الملکوت الأعلی!
وترانيم القبلة تملأ أرض الناسوت السفلی!
………….
آه ……… يا أهل العالم ! استمعوا ، فسلام الله عليکم
طبتم! هيّا! اشترکوا في حفلتنا
في حفلة عرس في قبلتنا
هيّا أصبحت القبلة قبلتنا!
هذي حفلة رقص تتصفّق فيها أيدينا
هذي حفلة عرس ترقص فيها خصلات من شعر عروستنا
هذي حفلة رقص ينشر فيها عطر حبيبتنا
هذي حفلة عرس ترقص فيها برق عيون تسحرنا
هذي حفلة سکر نشرب خمراً ريال ونصلّي في سکرتنا
فمدامتنا ملأت محراب عبادتنا
وشميم القدس يعبق بالکلّ ويسکرنا
الکلّ هنا سکری وسکاری بصلاة جماعتنا
لا! لا! …. لن نقبل من يصحو في خلوتنا
هذي حفلتنا!…..هذي خلستنا!……هذي سکرتنا!….هذي خلوتنا!
…….
آه ….يا عيني!…. يا من تتمدّين في حضني!
قومي نجّيني …لا طاقة لي بالصمت، فلساني لا يترکني، ينطق دوماً يظهر حيناً يعلو حيناً ينـزل حيناً مسکين هو! لا ذنب له، مخمور هو! لا رأي له، فتمطّی الشعر عليه يتسنّمه ، يرکضه بالرجلين يميناً وشمالاً،
فلساني لا يترکني
ينشد شعراً لم أتذوق نکهته يوماً
والشعر يطلّ علی نفسي وعلی من تتمدّی في حضني
وعلی الدنيا ، ويکاد يصمّ الناس جميعاً…
………
آه! يا روحي
آه…….يا عيني! ……..يا من تتمدين في حضني
لا ينجيني من هذي الصرخة إلا شفتاک اليابستان
فتعالي شدّي شفتيک علی شفتيّ
سدّي بلسانک ثغري ليريّحني من شطحات الشعر!
اقتربي منّي ، اندمجي فيني، نجّيني من شزرات الفکر!
أنا تعبان حقاً ….کم أحتاج إلی لحظة صمت بعد دويّ الشعر
أرجوک ….سدّي بلسانک ثغري
أنا تعبان حقاً ….کم أحتاج إلی حضن أسکن فيه بلا روع
آه ! ….بتّ بلا وعي في لحظة سکر…
هل أنا في حضنک؟ أم أنت قد استلقيت في حضني؟
حقاً عل ثمة فرق بين الأمرين؟
…..
ها قد عانقت الروح ريحاً في مضطجع الريحان
يا خاطبتي برموز الإيجاب
يا بشری….فقبلت العقد بکل خلايا قلبي
وتسللت في دائرة أو في شرنقة
نسجت بلعاب من وهمي
هيا نقضي وقتاً نتبادل بالقبلات….
ليس بعيدا بکرة يوم أنقذک من شرنقة الوهمِ
فترين النور بأحضاني
ثم نطير بين فراشات البستان
نتراقص فوق حبيبات تتناثر من شلال شروقات الرحمان
هيا لنکمّل رحلتنا
لکن لا في دوران الصفر
بل في لايتناهی الإطلاق
………
فتلقّي قبلة قلبي
وتعالي شدّي شفتيک علی شفتيّ ونجّيني من شطحات الشعر
وإذا حيّيت بتحيّة تقبيل ردّيها بالمثل
أو بالأحسن منها تقبيلاً
لنکمّل رحلتنا في لا يتناهی الإطلاق…..في لا يتناهی الإطلاق……
القدوةالكريمة
يا اختي الكريمة! يا اختي الكريمة!
ما لى أراك في شِفا نسيان تلك العزة الحميدة؟
العفة السديدة؟
تلك التى تدفع عنها الحجب المجيدة؟
يا اختى الكريمة!
تذكَّرى قدوتَكِ الثمينة،
اجل! هي فاطمة الصديقة،
مرضيّةٌ رضيّة،
سيدةٌ لنسوة البرية.
يا اختي الكريمة!
لاينبغى نسيان تلك القصةِ المريرة.
قصةِ من قام بوجه الفئة الشريرة.
جاهَدَ حتّى طار منه نفسُه الزكيّة.
يا اختي الكريمة!
استمعى اليه اذ يُلقي لك وصية ثمينة:
حجابكِ في رأيه ذو قيمة رفيعة.
تعدل قدر قطرات دمه السكيبة.
حتى و لو كان من المراتب العلية.
يا اختي الكريمة!
و اعجبا من حجركِ الملىءِ بالمحبّة!
يعرج منه الرجل الى ذرى المجرّة
فحافظى عليه يا أيتها العفيفة
يا اختي الكريمة!تمسّكى بدائم الفضل على البريّة
بباسط اليدين بالعطيّة
بصاحب المواهب السنيّة
و التمسى الرجاء من ربّ يفيض النعم الجلية
تمدّها ألطافه الخفية
تمسكى بالعروة الوثيقة
تدعوك نحو القيم الشريفة
خافي من النار التى توقد في الأفئدة الخبيثة
و استغفرى الله من الخطيئة الدنيّة
يا اختي العزيزة!
هيّاالى الحجاب يا ايتها الكريمة!
فروردين ۷۰
اجتماعيات
المغرب الفيحاء
أنشدته لمؤتمر جمعية فاس سايس لتكريم الخليل بن أحمد الفراهيدي
فاس – المغرب – أكتوبر ۲۰۰۳
للمغرب الفيحاء كل سلامي من قلب صـب شائق بسام
وسلام إيران التي تدعو إلـی نـشر المحـبة والإخاء الحامي
ياأهل مغرب فابتغوا العلياء ثـ ـم تسنموها فهي خير سنام
هيا نوحـد صفنا ضدالعدی لنحطهـم في أسـفل الأقدام
لنخيب الآمال ممـن خططوا لـزوالنا بسفاسـف الأحلام
بالعلم والإيـمان يقوی همنا وثباتنا في مـصرع الأصنـام
أنا لست ممن ينشدالأشعار في مدح يروم جـوائز الـحكام
لكنني أهدي مديحـي للألی أحسست أن سمـوهم متسام
أهلاً بكم أهلاً بشعب فاضل أهلاً بشعـب باسـل مقدام
×××××××××××××
للمغرب الخضراء كل سلامي من قلب صـب شائـق بسام
قم ياخليل انظرلهذاالحفل حيـ ـث تجمعـوا لكمالك المترامي
هذي بحورك أرقصت أرواحنا هذا عروضك دب في الأجسام
متفاعلن متفاعلن قد حلقـت بنفوسنا كالطـير في الآجـام
فعلن فعول مفاعلن قد غردت في حفلـنا كبلابـل الدمـام
مستفعلن مستفعلن قد زمجرت فينا زئـير الهيـثم الضـرغام
يامن كتبت لناكتاب العينوفـ ـق مخارج الأصوات في إحكام
يا حبذا جاوزت عين الأبجـد وكتبت عن عين قضت بسقامي
لكن عيني من كتاب العين تقـ ـرأ سر عـين للمـها الهندام
العين جاسوس يذيع الـسرمن قلب يغطّي الـسر بالأكمـام
عين الحروف خروج لفظ ينتهي في الفور دون تحيـة وسـلام
فتمن عيناً سميت بالسلـسبيـ ـل مزاجـها الكافور للإنعام
اقبل سلامي يا خليل فإنــني بعظيم فعلك جئت حفل كرام
وسريت تلبية لدعوتهـم طريـ ـقاً قاسـياً متحـمل الآلام
فكتاب عينك نور العيـن التي شرفـت برؤيـة ملتقين عظام
هذي جموع شمـرت عن ساعد لتخـلد اسمـك بيننـا بدوام
هيّا نحاور
أنشدته للمؤتمر الدولي الأول : دور اللغة في حوار الحضارات
اصفهان – ارديبهشت ۱۳۸۳
صاحبی قلّ الوفـا هيّـا نحاور ضاق صدري واشتکی هيّا نحاور
صام قلبي صامتاً ردحـاً طويـلاً فاض قـولی وانجلـی هيّا نحاور
لا أری في الکون شيئاً في سکوتِ بل حـوار قد طغـی هيّا نحاور
أصغِ حتی تسمع الصوت الذي من کل شـيء قد عـلا هيّا نحاور
ذا ضجيج عمّ أطراف الـوجودِ عـمّ أرجاء السمـا هيّا نحاور
أنت بوذي؟ يهـودي؟ مسيحي؟ أنت إنسـان سمـا هيّـا نحاور
أنت لي إمّا نظيري في وجـودي أو أخو ديـن صفـا هيّا نحاور
أيها الناس انتهـوا من لجّـة الحر بِ التي عجّـت بنـا هيا نحاور
احترقنا من شظی نـار حريـق ولّعت فينـا اللظـی هيّا نحاور
قد تعبنا من قذی قيـل وقـالِ أو جدال قـد أذی هيـّا نحاور
***************
صاحبی قلّ الوفا هيّا نـحاور ضاق صدري واشتکی هيّا نحاور
صام قلبي صامتاً ردهاً طويلاً فاض قـولی وانجلـی هيّا نحاور
الشعر ديوان العرب
عيد النيروز ۲۰۰۵- أنشدته في ديوانية الأستاذ البابطين – الکويت
الشعر ديـــوان العرب منه احتـسوا خمر العنب
«الشعر»و«الديوان»و«الـ ـعرب» الثلاثة في رتب
فالشعر لـي بحــلاوة تمتاز عن أحلـی رطب
ديــوانه للبــابطيـ ـن وقد علا منه القبب
هو خيمة ضربت علـی قـوم تبـاروا في الأدب
أما العروبة فهـي فخـ ـرکم وحسبکم الحسب
لا تحسـبوها قسمــة ضيزی فجاءت کالطلب
******************
الشعر ديوان العـرب منه احتسوا خمـر العنب
«ديوان» لفظ فارسـ ـي من ثرانـا قد وثب
ليحول بين الشعروالـ ـعرب الأکارم في النسب
کحلول حبّ غاص في قلـب غـلا ثـم انقلب
وکمثل هذا الشعر إذ في القلب ماج وقد غلب
ليفيض کالمـاء الزلا ل إليـکم وبـلا تعـب
وکمـثل نيروز أتـا نا في الکويت و قد خلب
ما أجمل النـيروز في بيـت عريـق في اللقب
للشعر ديـوان فللـ ـعرب النصيب المکتسب
أمانصيب الفرس منـ ـه فحصة ذات الخصب
الشعر ديوان العـرب وهم الأکـارم في النسب
الخليج الفارسي
أنشدته في المؤتمر الدولي:
الخليچ الفارسي علی مدی التاريخ
اصفهان – خرداد ۱۳۸۴
ربّ يسّر للخليج الفارسـي رمز ناموس لشعب فـارس
صنه من کل البلايا والشرور في ظـلام مکفـهرّ دامس
ربّ برّد ماءه عند الوطيـس واشفه من کل بـرد قارس
واحمه من حادثات قد جرت بين غـبراء وبـين الداحس
يا لجين الماء هيّا واقتبــس عسجداً من ضوء شمس قابس
وابتعد عن کل مکر بثّــه کل شيطان شرور شـاکس
واقطعن أيدي شرار قد أتت شمّرت عن ساعد لدسـائس
وابلعن أسطول أمريکا الذي ضخّ في الأرواح ثقل الهاجس
شرّ أمريکا التي تلقي العداء تستعين بکل ضغط کابـس
کن أداة الوصل فيما بيـننا کلنا من قائـم أو جـالس
ربّ يسّر للخليج الفارسـي صنه في طيّات ليـل دامـس
أنشدته في المؤتمر الدولي الأول عن
التواصل العالمي الحضاري
الهند وإيران نموذجا
الکويت
يا رفاق الدرب كم يوماً قضينا ؟ في كويت الخير ؟ كم ليلاً سرينا؟
كم لبثنا ؟ يوم سعـد واحداً أو قد لبثنا بعض يـوم واكـتفينا ؟
قد أتتنـا دعـوة ميـمونة من مرأة ميمـونة حتـی اقتديـنا
فانطلقنـا ثم حلّقنـا و طـرنا من علی البحر الذي يحکي اللجينا
يا رفاق الدرب ماأحلى الكويتا! كيف ننسى فرصة فيهـا اجتنينا
كيف ننسى معشراً منّوا علـينا أشعلوا نار القرى حـتى اقترينا
معشرا ما قصّروا فيما استضافوا أطـعمونا بالذي منه اشتهينـا
معشرا صبّوا لنا علما غزيـرا في بحوث فاستفدنـا و استوينا
معشراً جمعوا هنا جما غفـيرا من بلاد الهـند إذ بهم التقينـا
قد سمعنا منهم عجبا عجابـا أن آدم قد سـری في الهند حينا
قد سمعنا منهم عجبا عجابـا أن آدم قد دنـا في الهند فيـنا
ثم سافر آدم الهنـدي بحثـا عن أنيس کي يمدّ القلب لينـا
دوّخونا بالخـطابات التي قد هنّدتنا حيث قمنا و اشتکينـا
رغم هذا إنـني أحبـبتهم إذ لم أشـاهد فيهم بطرا و مينـا
يارفاق الدرب ماأحلى الكويتا! كيف ننسى فرصة فيها اجتنينا
كيف ننسى شاطئاً والبرج دوّا ر أطلّ عـلى مياهقـد رأينا
كيف ننسى شاطئاً والموج موّا ج علا ثم انثنـى حتى انثنيـنا
شاطئاًيكتظّ بالحور اللواتـي قد مشين أمامنا مشي الهـوينا
والتي همّت بنا وهمـمتلولا أنأرانا الله نـوراًفاهتـدينا
يا خليج ارفق بنا كأداة وصل لا فصالٍ طالما منك اسـتقينا
شكرخاقاني لكم كم قدحظينا في كويت الخير حقاً وارتوينا
يا أصفهان
أنشدته بمناسبة اختيار اصفهان عاصمة الثقافة الإسلامية
۲۰۰۶
يا أصفـهان ترنّـمي أنغامـي وتجمّلي بجمالک المتـــرامي
وتبختـري بحضـارة شيـّدتها وقد اعتلت بسموّک المتسـامي
وتسنّمي ظهر الجبال الشمّ حيـ ـث تشامخت بشموخک القوّام
وتزيّني بحدائق الزهـر الــتي قدزيّنت «زايـنده رود» النامي
سحر الربيع أتی لينـزل في ربو عک فاقبليه بقـدّک الهنـدام
والصيف في سيما سمائک يحتمي بحميم حبّ في سـناک الحامي
هذا خريفک جُنّة فُرشـت بأو راق تجنّـن قلـبي المهــتام
أما الشتاء فأنت فيه عروســة هيا ارقصـي في نشـوة وهيام
عجبا لريشة راسم رسـم الجما ل ويا لـه من خالـق رسّـام
رسم الجمال بنهرک الساري الذي يجري کجـيش باسـل مقدام
بلجين ماء يرتدي ثوب العــرو س ويلتـوي في مجمـع الآجام
بزئير ريح قد تزمـجر في هـضا بک مثل صوت الهيثم الضرغام
ما لي أراک طروبـة مشـتاقة وهل شممت شذاالهوی بکلامي؟
أم أطربتک رياح شوق زوّدتـ ـک تألقاً في وجهک البسـام
أو قد أتاک مسافـر أو زائـر قد حلّ فيـک فقمت للإعظام
يا ضيف هذي جنة الفردوس فاد خل في ثراهــا آمنـا بسلام
فنزلت أهلا ناعمــين بقـولهم لکنهم في الفعل کالصـمصام
ووطئت سهلا يرتوي بجداول الـ أنهار تجــري أسفـل الأقدام
هذي صفاهان الـتي ربّـت لکم من راغب لأبي نعيم الـسامي
اسمع أغاني الأصفهاني وانـس ما تشکو من الأوجاع و الأسقام
هذي مدينة نخبــة شعــرية ضاهـت جـريرا بل أبا تمام
والبحتري وبافــراس و إن هم کانوا فوارس حلـبة الأقلام
ذاک الصحابي الجليل «الفارسي» «سلمان» منا أهل بيت کرام
العرب يعتبروننــا کأعـاجم بل نحن أعرب من أهالي الشام
في الحق نحن نميل للإعراب لـ ـکنّا عن البطلان في الإعجام
ماظنّکم بي أعجميا ينشدالأشـ ـعار تروي غلّـة الهــوّام
أبيات حبّ بات يرويها الوری فتداولت کتـداول الأيــام
لسنا أقلّ عروبــة من أردن ومن الکويت فهم بنو أعمامي
قد نسبق البحرين في الإبحار في بحرين: علـم نافـع وغـرام
في أرضنا برزت صروح شامخت بعلوّ هامتهـا ذری الأهـرام
بل نحن أعرق من عراق الرافديـ ـن فکم لنا من عالم عـلام
کم قد صرفنا العمر في نحو العرو بة و البلاغة طيلـة الأعـوام
نحن الفوارس في العروبة غير أن لا فضل بالأحساب والأقـوام
فالفضل بالآباء و الأجـداد لا يجدي إذا حلّت دجی الإظلام
يا أيهاالأعلام بورک حشدکم في أصفهان مدينـة الأعـلام
يا أيها الخلان بورک جمعـکم في مجمع هبّوا لشـرب مـدام
من کأس حبّ نابض بقلوب من شربوا رحيق الحقّ في الإسـلام
يا للسعادة في استضافة مجمـع شقّ الطريق بجـرأة الإقــدام
فتدفقوا بغزيـر علمکـم لنـا کتدفـق الأشعـار بالإلهـام
و سلام خاقانـي إليکم فانعموا بنعيم ربّ العـزّ و الإکـرام
سوق الصفارين
دب أطياف الهوی بي خلسـة آه من آلام هـذا الاخــتلاس
سقتني من موطني حتى هــنا إنني ظمـآن فاسقيـني بكـاس
غطني في الجوف بـرد قارس إنني بـردان فاكسيـني اللـباس
ها وقد نورتني عند الغـروب يا تری ما سر هذا الالتبـاس ؟؟
اقتبست النور حتی أصطـلي لا محا الرحمـن هذا الاقتـباس
بت أهوي والهوی قد يفترس خلصيني شر هذا الافـتـراس
ليس هذا بالهوی ماذا أقول ؟؟ لا تقيسيني علی هذا القـياس
قد تجنسنـا بجنـس واحـد ها هو الحل الذي صاغ الأناس
لا تلومي رب لوم قد يفـوق في اشتدادالوقع من ضرب بفاس
واذكريني كلمـا عصفـورة تجتني الحبـات إذ تحنو بـراس
علقتي بالنـاس لا لن تنقطـع لا بموسـی لا ولا حتـی بماس
لامية العجم
للخاقاني الأصفهاني
(أنشدتها في زيارتي للسيول عاصمة الکوريا الجنوبية)
کم سرّني خبر أتاني من سئـول للتـوّ أنهـی فيّ آثــار الذبــول
قد شرّفتـني دعـوة کـوريـة ما کان في وسعي سوی شرف القبول
فشددت رحلي وانطلقت مسافراً فوق الجبال وفـوق غابـات السهول
جبت السماء بطائــر وکأنـه ملک السماء يجرّ أطـراف الذيـول
ونزلت في أرض کقطعة لـؤلـؤ بلد يصـبّ النـور کالمطـر الهطول
لي فيهم ندمان حـبّ معشــرٌ شمل المحبـّة فيهــم ذرو الشمـول
انظرإلی«هان دوک کيو»لتری به مثل الـجوی في قلبـه ذرو المثـول
في طول بارحتي سهرت و لم أنم لأغوص في أسرارهم: هل من حلول؟
فکّرت في الشرف الذي نالوا به حتی أثار الفکر في نفسـي الفضول
فرأيت أنـهم لـما يرضيهـم عند الإرادة مکسب إلا الحصـول
ياصاحبي!هل يستوي الساعي الذي يسعی مدی العمر وإنسان ملـول؟
السعي مشکور ولو من کافـر فاحترت في مسعاهم و أنا الخجول
ولقد سکرت بحبهم مع أننـي لمّا شربت بأرضهم خمر الکحـول
بلد الحضارة و الثقافة کوريـا هي أمة ثارت علی ذلّ الخمـول
بلد العراقة و الحداثة کوريــا هل تلتقي فيها بإنسان کسـول؟
فسلام خاقاني إليکم فاقبلـوا منه السلام بفضلکم خير القبـول
سيول – ۱۱ أوکتوبر ۲۰۰۶
يوسف
(أنشدتها لصديقي يوسف الفرج الأستاذ المصري بجامعة الاسکندرية)
يا يوسف الفرج استمع لحواري وارفـق بهـذا المخلص العيّـار
أنت السميّ ليوسف الصـدّيق والصدق شيـمة معشر الأبـرار
هل أنت يوسف والزليخا روادتـ ـک وأقبلت وهممت بالإدبـار؟
ماإن وجدتک أمس حتی قدرأيـ ـت نديم حبّ عاش في أسهاري
ماإن عرفتک أمس حتی قدوجد ت بک الذي فتّشت في أسماري
ورأيـت فيک مرايـة مجلـوّة عکست وجوه الحبّ من أسراري
الصـبّ مــرآة لصبّ عاشق هـذي المـراية لم تصب بغـبار
لجوارک الحامي لـجأت فإنني اخترت جاري ثم عشت بـداري
ادخل بقلبي کي تلامس عاشقاً رشف المـحبّة من مدام الباري
وارفق بخاقـاني فإنک ها هنا مخـتاره فــي قلـبـه المحـتار
الشاعر الجواد
أنشدتها فى حفل استضافة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز البابطين
فى جامعة إصفهان(۲۰۰۱/۵/۲۷)
عبد العزيز البابطيـن سـلامي لک من فــؤاد شائق بسام
وسلام وفـد جاء من إيران أر ض الحبّ والإيمان والإسـلام
أنا لست ممن أنشدوا الأشعارفي مدح الثريّ وصاحب الأحشام
کلا فشعـري شامـخ مترفّع نفسي الأبية ما ارتضت بحطام
إني ارتشفت بخمر حبّ سرمد منه ارتويت فذاک خير مدام
لکنني أهديت مدحي للـذي أحسست أن سمـوّه متسـام
نبّئت أن نداه جـاوز حاتـما لا يقبل الإحـصاء بالأرقـام
خبّرت أن عطاءه ينصب في الـ ـإبـداع و الآداب بالإلمـام
أنا ما رأيتک في جـماعة أثريا ء قيـدوا الأمـوال بالإلجـام
کلافأنت من السخاوة في الذری فتجـود بالأنـعام للإنعـام
حتی إذا قد عشت في أسرابهـم فکعسجد يخفـی بتـل رغام
ليسوا سواء: من يقـيّد مالـه يرضی بأن يلهو بـه بـدوام
لا يعتني بمن استغـاث به ولا من يلتـوي بـشدائـد الآلام
فالفرق ما بين الثريا و الثـری ما بينه و من اقتـدی بعظـام
ومن ارتضی لنوالـه بتـدفّـق کتدفّـق الأشـعار بالأقـلام
في ملتقی السعدي رأيناکيف فا ض عطاؤک المتدفّق المتنامـي
أهلا بشاعرنا الجـواد فلا کبا فرس يجـول بهکذا المقــدام
يا للسعادة في ضيافـة شـاعر حسن السريرة طيب الإقـدام
هـو ناعم في لطفـه لکـنه هو قاطع في الفعل کالصمصام
عبد العزيز عش عزيزا دائما عبـدا لرب العـزّ والإکـرام
فسلام خاقاني إليک و شعره تسلم طويلا عش بألف سـلام
سلامي إلی عمان
أهديسلامـيخالصالعمان وتحيةالإکراممنإيـران
وأوجّهالشکرالجزيلإلی الألی فتحواعليّنوافذالإيمـان
هاقدنزلتبهمبحرمةدعـوة صبتعليّبشائرالرضوان
هيدعوةفرضتعليّمجامعالـ ـشکرالعميقولايطيقلساني
هاقدنزلتبهموکيفرأيتهم؟ مستمسکينبعـروةالمنّان
ورأيتهممتمسّکـينبسنّـة قدسنّهامن حبه يغشـاني
ووجدتهممتعطّشينلمايـروّ ويغلّةالمهتامبالإحسـان
انظرإلی سيمـاهمُلتری بها أثرالسجودوبصمةالإيقان
بلدالمساجدوالمآذنحيثتعـ ـلومنعلاهانغمةالقرآن
ولقدعجبتمنالجوامعبالذي سوّاهأمـرجلالةالسلطان
هوجامعجمعالفنونجميعها جمعالـوری لعبادةالرحمن
أدّيـتفيـهرکعتـينتحيةً وبدأتأنظـرحولهلثـوان
فالفرشسجّادبدونمنـازع کالوردمنظـرهوکالريحان
والعرشخلاببصورةقبـّة تحکيالسماءبأجملالألوان
أنظرإلی اليمنی دقائقوانتبـه لفسيفساءالسوروالحيـطان
وانظرإلی اليسری ثوانيواکتشف منخطّآيالوحيخيرمعان
ثمارتقبلتری فنونالفرسفي کلالجهاتتحيـطبالأرکان
ياصاحبيقللي:علی ماذايدلّـ ـلجميعهذاالمزجفيالحسبان؟
إلابأنالفرسوالعـربالکرا مكإخوةکالمشطفيالأسنان
الفرسوالعربالکرامکلاهما منأصـلأمّتناهمافرعـان
تبّاًلمنيدعوإلی التفريـقفي مابيننامنزمـرةالشيطان
إبليسينويأنتکونقلوبنـا بدلالمحبـّةمجمعالأضغـان
ويبثّبذرالحقدفيأعماقنـا لينالـنـابشرائـرالنـيران
لکنّنـامتمسّکـونبوحدة مثلی تبشّـرنابالاطمئنـان
ورأيتمسقطقدأحاطبهاقصو رتجتليفيالليـلکالتيجان
طوبى لعاصمةالثـقافةمسقط واللهيعـصمهامنالخذلان
ودخلتشاطئهاالجميلإذابه يزهوبمشيالحوروالغلمـان
هم يطعمون ضيوفهم حلوىَ لذيـ ـذا لم أجد مثلاَ لها بمكان
ولباسهم دشداشة فضفاضـة أحلى من السروال للسيقان
يتوكؤون على العصا لمآرب أخرى ولا للهش خلف الضاني
وعلى خصورهم تشاهد خنجراَ في غمده يجلـو كنجـم داني
فحذار من أن تستخفّ عمانياَ فيسلّ خنجره ومنك يـداني
واعلم إذا قد سلـه لعـدوه قد لايؤول لغمـده بهـوان
يا أصدقايي ألبسوني خنجـرا لأري العدو شجاعة الشجعان
أو زودوني بالعصا فعسى عصا ي تشق صخر القلب في وجداني
فيسيل من فمه اثنتان وعشرة من أعين الشعـر بخيـر معاني
العرب يعتبروننا صفر الشعـو ر ونحن أشعر من ذرى عدنان!
والعرب يعتبروننـا كأعاجـم بل نحن أعرب من شعوب عمان!
لسنا أقـل عروبـة مـن أردن ومن الكويت ومعشر الذبيان
في أرضنا برزت صروح قد علت أهرام مصر وموطن الكنعان
ذاك الصحابي الجليل الفارسـي سلمان منا وهو من صفهان
هل قد نسيتم سيبويه وقد بنـا نحو العروبة وهو خير لسان؟
أو عالم الجرجان إذ أرسى لكم علم المعاني ثم علـم بيـان؟
ما ظنكم بي أعجميا ينشد الأشـ ـعار تروي غلة الشبـان؟
أبيات حب بات يرويها الورى فتداولت كتداول الأزمـان
أما الخليـل فيستحقّ كرامة فهو الذي بعروضه روانـي
متفاعلن متفاعلن قد زمجـرت في داخلي كالأسد في الوديان
مستفعلن مستفعلن قد غردت في باطني نغما من الغـزلان
ولذا تراني مغـرما بعمـان إذ هي وردة كشقائق النعمان
لو لم تكـن بجمالهـا في ذروة لم تمتزج بمشاعر الخاقـاني
وأحبّ منهم من وفی بمحبتي هو ذا سعيد من بني الکيتاني
ولقـاؤه من غيـره أنسـاني لم ألق أنقی منه في إنسـاني
**************
جامعة الرسول الأکرم (ص)
(نشيد جامعة أسستها في بيروت سنة ۱۳۷۳ه.ش.)
أهلابجامعةالرسولالأکرم وتبارکتباسمالنبيالأعظم
لحقتبهامنکلوادفتية طهرإلی الدينالحنيفتنتمي
ذيسلّمنحوالمعارجوالعلی نطحتغيوما!يالهامنسلّم
ينبوعحقّيستقيمنهالوری وبهيفيضالعلممثلالزمزم
بستانعلمللشـبابإذاهم برزواعلی أغصانهاکالبرعم
فتفتّحواوتورّقـواوتزوّدوا وتنعّـموانعمالإلهالمنعـم
هجمواعلی جنحالظلامليبتنوا صرحايفوقالشمسحتی الأنجم
صرحاًمنالعرفانوالتقوی معاً لاقصردينارولامندرهـم
أماأبومهديفقدلبّی بصد قدعـوةالربّالعليمالأعلم
هجرالأخوّةوالأحبّةوانثنی منهمليسرعنحوفيضالمکرم
وأتی إلی لبنانيـخدمفتية بالرغـمأنهممراميالأسهم
لکنهمقاموابوجـهالمعتدي کييرسمواخطالکرامةبالدم
نوتالعدی لتجرّهنحوالخلا عةوالسفورفأصبحتلمتحلم
بفتی غيورثائريطغی علی نظـمبقانونالسمالمتحکم
أبناءشعبحيدريعامليـ يثارضدالکفرلميستسلم
فتياتهممرآةصـورةزينب أماالفـتی منهمفشبلالهيثم
أهلابکمنعمالشبابشبابلبـ ـنانالعزيزالمستقيمالمسلم
أهلابجامعةالرسـولالأکرم وتبارکتباسمالنبيالأعظم
اليأس و الرجاء
مترجم عن قصيدة الشاعره : پروين اعتصامى
قال لليأس الرجاء سحرا لم نر مثلك شيئاً في العدا
قد شددتَ يد كلِ مرتجي قدكسرت ظهركل ملتجي
كم بعثت عسكراً من اللهيب نحو قلب كل انسان كئيب
تنبع الذلة منك والركـون تقطر الأدمع منك بالعيون
أولايكفيك سفهاً مافعلتْ؟ كم شباباً شُيِّبوا مماكسبتْ!
ما رأيت العيش مُرّاً هكذا لم أزر شبهَك سوقاً تافها
حبذا السرُّالذى يكشف لي لوعة الحب و قلب مرتجى
تضع القيد على الاحرار،بَل أنت تُلقي الكلَّ في قعرالمَلل
فأجاب اليأس:يانعم الحبيب! انتظركى تلتقى مني النصيب
ليس لِى شأن مع النور،فكم عشت ايام حياتي في الظلم
طفأَ البردُ سِراجَ الليـل ذا رُبَّ ورِدِ بات ليلاً فانقضى
الرجا بارقـة تخطـف في لحظة واحـدة، لاتبتقـي
مهر ۷۰
کل علی حسابکم !
أنشدتها في مؤتمر اللغة العربية في باندونگ (أندونيسيا)
بعدما سمعنا من رئيس المؤتمر أن کل التکاليف علی حسابنا
ياإخوتي! إنشئتمواأنتأکلوا
فهوعلی حسابکم
أوشئتمواأنتشربوا
فهوعلیحسابکم
أماإذاصليتمواصلاتکمفيأرضنا
فهيعلیحسابنا
وإنتغدّيتمکباباًطازجاًبشوربةساخنة
أوبکولاغازيةباردة
فهيعلی حسابکم
لکنکمإذاتنشّقتمهواءًصافياً
فهوعلیحسابنا
ثمإذاأردتمواأنتبدأوابجولةعابرة
إلیجاکارتاأوإلی باندونگأوأيمکانآخر
فهيعلیحسابکم
أماإذاقرّرتمالبقاءفيمکانکم
فهوعلی حسابنا
مجملماأودّأنأقولهياإخوتيأنکلّماتلزمهروپية
فهوعلی حسابکم
لکنّمالاتقتضيروپية
فهوعلی حسابنا !
اعتدال
في روابي النجد لي أنثی غزال من صنوف الإنس في أوج الجمال
ذي غزال غازلتنـي حيثمـا طار منّي العقـل من بعد العقـال
لم أزرهــا قطّ إلا مــرةً قد کفتني أن أرا فيهــا الکمال
ما يثير الوجد مـن خطواتهـا عندمـا تمشـي: دلال فـي دلال
راودتني في خيالـي کالنسيـم فابتلـت قلـبي بهـذا الإعتـلال
إن هذي لوعة العشق الـذي قد يسمّيه الوری الـداءَ العضـال
إن في قلبي حنينـاً للجمـال کلما يصبـو له ينسـی الجـلال
إن سحر الحبّ لا يُبقي المجال أن نری هل ذا حـرام أو حلال
قدسألت القلب عن حکم النُهی أفتني يا قلـب في هـذا النضال:
قلـت ذا عشـق مجازيّ ألا ينطوي في ما أری خير المقال ؟ :
کل ما في الکون وهم أوخيال أو عکوس في المرايـا أوظلال ؟
قال: صحّ القول لکنّ المجـاز ينطوي في الحقّ والحـقّ المـآل
قلت ما أقضي بهذا العقل؟ قال : اعتقـال فاعتقـال فاعتقـال
قلت صدري ضاق.مابُدّي؟فقال: ابتهـال فابتهـال فابتهــال
قلت ما لي والسری صعب؟فقال: اتکـال فاتکـال فاتکــال
قلت ماذا حيلتي في الهجر؟قال: احتمـال فاحتمـال فاحتمال
قلت ما تقضي بلوم الناس قال: اعتـزال فاعتـزال فاعتـزال
قلت ما أقضي بأوصالي؟ فقال: انفصـال فانفصـال فانفصال
قلت ما في ذمّتي للحبّ؟قـال: إمتثـال فامتثــال فامتثـال
قلت ما تبغي لخاقاني؟ فقـال: اعتـدال فاعتـدال فاعتـدال
اصفهان – ۱۳۸۷
خوزستان
في عيد نَيروزِ من اصفهانِ طرنا إلی بلاد خوزستـانِ
عندي صديق شيّق شفيق من آل بيت النادري دعاني
لبّيتـه وأسـرتي وجئنـا فاستقبلونـا أول الميـدان
ثم استضافونا بذبح شـاة جسيمة کمهـرة الحصان
وأنشدوا في مدحنا قصيداً فصُغتُ هذا الشعر بالتهاني
جالوا بنا لجانب الشلمچه حتی نزور مشهد الفرسان
يا جولةً أحيت أمامي وقتاً کنا قضيناه مع الشجعـان
من کبّروا الله العليّ الباري ثم ارتقوا من سلّم الإيقان
وقدّمواأشرف مالديهـم: أنفسهم کأفضل القربـان
قد دافعوا عن دينهم في عزّ ما استسلموا للذلّ والهـوان
قدجاوزواالأفلاک في ثراهم أين الثريا ؟ أين فرقـدان ؟
يا لوعةً شبّـت لظی لهيب قد أحرق العدوان بالنـيران
أحييتُ ذکراهم بآي وحي أتلو لهم سبعـاً من المثـاني
مزارُهم من غيرهم أنساني مازار أنقی من هنا إنسـاني
يا ليتني أعرف أين المهديّ في ملتقاهـم أم بجمـکران
زرنا النبيَّ دانيالَ في شوش من خير من دعا إلی الإيمان
ذاک الذي قال لنا علـيّ من زاره کمثـل مـن رآني
ومشهداً لدعبل الخزاعـي بلبل آل البيت في الأغانـي
ومرقد بن جعفر الذي طار من ساحة الحرب إلی الرضوان
زرنا قلاعاً في چغا زنبيـل ومعبداً من الأقدم الأزمـان
غريب آثارخلت من عهدالـ ـأشکانيان وبني الساسـان
کم أسرة قدتمتطي«نيساناً» تأتي هنا في آخـر النيسـان
أنظارنا التـذّت بما رأتـه في ما حوالينا مـن الريحـان
و کلّما مـرّت بنا طـيور هُدنا إلی أطايـب الألحـان
ثم اقتربنـا من هنـا لنهـر في أرض سوسنگردو«البستان»
حتی التقينا نحن بالـ«سواري» من لم يزل يتلو من القـرآن
يتلو لک الآيـات في تـأنّ کأنـه أستـاذ عسقـلاني
وأطعمونا من طحيـن رزّ يشوی علی النيران بالأفران
لکنهم جـاؤوا وخوّفونـا من «حية چبيـرة» تـداني
في زورق الجاسم قد سبحنا هناک في الأسماک والفيران
يصدّع الرأس هنا صـراخ لضفدع يبحث عن ديـدان
کارون يزهو وسط الليـالي في جلوة الـدرّ أو الجُمـان
حَذارِ أن تمشي في ضفاف الـ ـنهر لما اکتظّت من العرسان
حَـذارِ أن تدنـوَ من نساء يمشين في الشارع کالغـزلان
حـذارأن تخطئهـنّ خطـأً بالحور والعيـن وبالحسـان
يا هکذا ! هل أنتِ من أهواز أم يا تری من عقر ميشيگان!
کأنّ وعظ ما يروم خيـرک مطرقة تهوي علی السنـدان
يا عينُ ! آبادان أحلی بلـده هل ثَمّ ريف بعد آبـادان ؟
يا صاحبي! سافِر تجد بعينک وانسَ الذي سمعت من فلان
تعـال وانظر ما يلذّ عينـک لکي تری ما ليس في الحسبان
انظر إلی يمنـاک وارتقِبهـا هذي بساتين من اقحُـوان
ثم التفت يسراک واکتشفها فهـذه شقائـق النُعمـان
إيـران تعتـزّ بخوزستـان تلمع کاللؤلـؤ والمرجـان
أنهارها تجري بکل صـوب فيـا لهـامن بلـد ريّـان
أعشـابهـا دواء کـل داء من دون حاجة لصيـدلاني
لقد جُننّا من شذی بهار الـ ـنارنج في الحقل وفي البستان
علی المنـار لقلـق جميـل ينظـر للأرض کدَيدَبـان
السهل مفروش بخضـروات بـ«خار دريا» أو بخيزران
العرب والفرس بهذا الموطـن أسنان مشط فهمـا سيّـان
ذا يعـربـي ذاک فارسـي من أصل إيـران هما فرعان
ذاک بستـرة وبنـطلـون وذا بدشـداشِ وطيلسـان
والعرب في بلاد خوزستـان من أعرق الشعوب في إيران
هم أهل إيمان وأهل تقـوی هم أهل بيت الشعرمن زمان
وعندهم شعر يسمّـی يَزلَـه يتلونها في کـل مهرجـان
حذار أن تسکبَ نصف شاي فيصبح الصديق کالزعلان !
النــادريُّ رجـل نـادر سجِّله في رجـال مامقـاني
يحيی طويلا قبـل أن تَـرَوه في وَفَيـات اِبـن خلّـکان
الصحن في سفرتـه ملـيء باللحـم مطليّـاً بزعفـران
والستُّ جاءت بالطعام دَوماً صينيـةً تتبعهـا صَـوانـي
وقدّمت خبزاً لنا بالسمسـم و «الچايَ» فنجانا وَرَا فنجان
وفتّحــت أمعاءنـا بـرُزّ مفطّــح بلـون أرغـوان
فمن تغـدّی مرّتيـن منـه تجــده في هيکـل بهلـوان
عند والوداع قدّموا الباقـلّا والفـجل والکُرّاث بالمجّـان
لم يروَ کلّ ما رأی خاقانـي إلا شذیً من مجمـل المجـاني
يا آلَ بيت النادري وداعـاً فلا يطيق شُکرَکـم لسانـي
ما لکم ! کيف تحکمون ؟[۲]
ما لکم! کيف تحکمون ولإيـران تهجمـون
قـد أتيتـم لتجمعـوا فـلمـاذا تفرّقـون؟
هل جمعتـم لفتنـة ؟! کيف بالغيب ترجمون؟
کنت أرجـو بأنّکـم اهتديتـم وترشدون
لکـن الآن أرتـئـي قد ضللتـم وتمترون
نحن فرس موحّـدون نـحن بالله مؤمنـون
قولکـم إننا مجـوس افتـراء وتفتــرون
اعتنقنــا لدينکـم فلمــاذا تهرّبـون؟
کان بالأمـس بيننـا من مجوس ويشرکون
کيف آباؤکم تُـری؟ لمنـاة يصفّقــون
جبّ الاسـلام قبلـه وبهـذا تصادقـون
عندما جاءکم هـدی انحنيتم وخاضعـون
وإذا جـاءنا الهـدی انثنينـا وخاشعـون
ليس الاسلام ملکَکم مالکم کيف تحکمون
الخمينـيّ قادنــا لإلــه تسبّحـون
وإلی القبلـة التـي ارتضينا وترتضـون
وإلی الوحـدة التي قد بدأتـم تمزّقون
هو من قال لليهـود إننا نـحن قادمون
الخمينـيّ قادنــا لنضـال تمانعـون
ضدّأمريکـة التـي بهداها تؤامـرون
ضدّصهيـون التـي اعتلاکم وتهربـون
أمس أنتم رفعتمـو راية الکفر والمجون
في الکويت التي رأت ظلم صدام ذي الجنون
هل هـو الآن قائـد وشهيد بلا شجون؟!
إن هذا هو الجنـون والجنون له فنـون !
نحن من شيعة ومـن سنّة : نحن مسلمون
ذنبنـا أننـا إلـی أسرة الوحي راغبون
وابتغينـا وسيلـة لرضا الخالق الحنون
هو لبنان فانظـروا حزبنا فيه صامدون
من تصدّی لفيلـق کنتمُ منه تهربـون
وانظروا للحماس هم بفلسطين صارخون
من سعی في حماسهم غيرنا ؟ هل تخالفون؟
ربّنا ارحم لجمعنـا إننا فيـک آملـون
نـوّم الفتنـة الـتي ضخّ فيها المعاندون
يا رفاقي ! تفهّمـوا ما لکم کيف تحکمون؟
ساء ما فيه ترغبون فإلی أين تذهبـون ؟
في مرابي النجد لي أنثی غزال من صنوف الإنس في أوج الجمال
ذي غزال غازلتنـي حيثمـا طار منّي العقل من بعد العقـال
لم أزرهــا قطّ إلا مــرةً قد کفتني أن أرا فيهــا الکمال
ما يثير الوجد مـن خطواتهـا عندمـا تمشـي: دلال في دلال
راودتني في خيالي کالنسيـم فابتلت قلـبي بهـذا الإعتـلال
إن هذي لوعة العشق الـذي قد يسمّيه الوری الـداءَ العضال
إن في قلبي حنينـاً للجمـال کلما يصبـو له ينسـی الجلال
إن سحر الحبّ لا يُبقي المجـال أن نری هل ذا حـرام أو حلال
قدسألت القلب عن حکم النُهی أفتني يا قلـب في هـذا النضال:
قلـت ذا عشـق مجازيّ ألا ينطوي في ما أری خير المقال؟ :
کل ما في الکون وهم أوخيال أو عکوس في المرايـا أوظلال؟
قال: صحّ القول لکنّ المجـاز ينطوي في الحقّ والحـقّ المـآل
قلت ما أقضي بهذا العقل؟ قال : اعتقـال فاعتقـال فاعتقــال
قلت صدري ضاق.مابُدّي؟فقال: ابتهـال فابتهـال فابتهــال
قلت ما لي والسری صعب؟فقال: اتکـال فاتکـال فاتکــال
قلت ماذا حيلتي في الهجر؟قال: احتمـال فاحتمـال فاحتمال
قلت ما تقضي بلوم الناس قال: اعتـزال فاعتـزال فاعتـزال
قلت ما أقضي بأوصالي؟ فقال: انفصـال فانفصـال فانفصال
قلت ما في ذمّتي للحبّ؟قـال: إمتثـال فامتثــال فامتثـال
قلت ما تبغي لخاقاني؟ فقـال: اعتـدال فاعتـدال فاعتـدال
قد أزلتِ العقل منّي بالهـوی قد سلبتِ النوم منّي للسحـر
ارتشفت الذنب من فرط الجنون ذنب مجنون الهـوی قد يغتفـر
يا مُنی قلـبي!تعالـي لحظـةً واعمري بستان قلـبي بالزهـر
هاتني کأساً من الخمر الغدوق قبلما يأتي الصبـوح المزدجـر
حار عقلي يا تُری هل أنتِ من نوع ظبيات الروابـي أم بشر؟
کيف أنثی صارعتني هکـذا؟ حظّها قدبات أضعافَ الذکر!
کيف لون الوجه منهـا أسمرٌ رغم هذا يجتلي مثـل الدّرر!
صدرهاالمصقول من جنس اللجين فيه قلب من حديد أوحجـر!
جسمي المهزول لکن: زمهرير فيه قلب ذاب من نار السقـر!
أيها الناس! انظروا حوريّـتي شـذّ إمّا مثلهـا إمـّا نـدر
کان ليلي مقمـراً من قبلهـا أسفرت کالصبح وانشقّ القمر
يا أناسـاً حذّروني من هـویً اترکونـي! لا أبـالي بالحذر
لا أجافيهـا ولو إذ قلتــمُ إنـه مـن حبّ ليلاه کفـر
ما دريتـم أن من حبّـي لهـا لبُّ إيماني من القلـب انهمـر
ما علمتم أن من قلـبي سـما عطر حبّ في السماوات انتشر
ما عرفتم کيف عيني شبرقـت عندما سالت بحبـّي کالمطـر
بات همّي في الدجی عدّ النجوم أي متـی ينتابني منها خـبر؟
قيل إن الحبّ يُعمي أو يُصـمّ فابتعد عنه ودع هـذا الخطـر
کيف يهديني الهوی نحو الهدی؟ صدّقيني إنـها إحدی الکُبـَر
صاح! إن الحبّ کنـز باهظ ذرّه المحبـوب فينـا فاستتـر
ما استطاع الصبرَ کلّا بل غلا فاض مـن أعماقنا ثم انحـدر
سال من فوق الثريا في السما نازلاً نحـو الثری ثمّ انتثــر
کان نوراً لم يخبّأ في الظـلام کان موجاً لم يقف حتّی نحـر
سار في البستان شمّته الزهور قام إجلالاً له جـذع الشجـر
جال في الصحراء لطفاً بالجبال جاب في القفراء لطفاً بالحُفَـر
مرّ بالصفصاف أثنی وانثنـی مرّ بالسرو اعتلی مهما استقر
حلّ بالإنسان عُربٍ أو عجم حضرمـيّ أو مغـولٍ أو تتر
تارة في طيلسـان الأغنيـاء تـارة في زيّ أقـوام النّـوَر
مرّةً في جوف جنّات النعيـم مرّةً في عُقـر نيران الشـرر
کل يوم يومه أيـن القـرار؟ کلّ أرض ملکه أين المفـرّ؟
إن هذا الحبّ إکسير الحياة
إن هذا الحبّ معراج البشر
إن هذا أصل أحکام القضا
إن هذا سرّ أسـرار القدَر
فلسطين
يا فلسطين قبلة العظمـاء مهبط الوحي موطن النجباء
منهل العلم والنبوة دومـاً معقل الأنبيــاء والعلمـاء
فيک أقصی محطّة لحبيـبي في سـراه معرّجـا لسمـاء
بورکت حولک الثری کثريّا شعشعت أرضنا ببرق سنـاء
يا فلسطين قد سمعت نداءک فاسمعي من هنا أنين ندائـي
يا فلسطين قد علمت بدائک أنت عطشی لعبرتي ودمائي
لهب القلب من لهيب بکائک فانظري کيف ألتظي ببکائي
کنت رمـزا وآيـة لسلام کنت صلحاً وملتقی الصلحاء
تبّ صهيون تب کلّ عـدوّ نفخ الحرب فيک بالعمـلاء
تبّ أيدِ تطاولت برکاتـک من يهود وسائر الشفعــاء
يا تري كم تلوّنوا لخـداع ونفاق تلـوّن الحربـــاء
قسماً بالذي نـدين بدينه لا نبالي بسلطـة السفـلاء
لانبالي بأن نموت لأجلک بل نبالي بعـزّة النــبلاء
وسنسقيک باحمرار دماء تتباهی بأرضک الخضراء
ما بزيتونک الذي خضبوه بدماء لموکب الشهـداء؟
من نساء لهم ومن أطفـال من رجال لهم وخير نساء
طاب أرواحهم وطاب ثراهم بتّ أرثي لهم أحـرّ رثائي
قدسنا قلبنا ومن سيبيع الـ ـقلب في سوق بيعة شراء؟
باعک القادة الشيوخ ولکن بايعوک الشباب کالشرفاء
بايعتک الحناجر الصارخات بهتاف الجهاد والهيجـاء
غزّة العزّ قد غزوا قاطنيهـا لن ينالوا بعـزّها بعـداء
قطعوا الکهرباء والماء عنها صمدت دون کهربا والماء
صمدت بالحماس والفخر صلباً شامخاً مثل قمة السينـاء
نحن نهديک کهرباء قلوب تتلظّـی لحبک الوضّاء
يا فلسطين أبشري بشعور هزّ شعري وفرحتي وثنائي
نحن نهديك ما يتمّ سرورك قمرا مقمـرا من العلياء
قمرا عندما علا بسـلام مات غيظا فيالق الأعــداء
صديقي : کيانيّ
لديّ صديق عزيز حميم | بشيراز أرض السکاری يقيم | |
يسمّی “کياني” بما أنّه | کيان خلوق ونعم النديم | |
ويدعی “حسيناً” فقد شمّ من | شذی کل حسن ألذ الشميم | |
مکرّ وغير مفرّ فلا | يثنّيه أمر خطير جسيم | |
نشيط وليس نؤوم الضحی | خلافاً لأترابه في القديم | |
سليم ولکنّه متعب | لکثرة أعماله کالسقيم | |
يعامل طلابه دائماً | بروح لطيف ووجه وسيم | |
يلطّف في القول لکنّه | قويم بأفعاله مستقيم | |
وليس يجامل في فعله | کجلمود صخر ثقيل حجيم | |
علی الکافرين شديد خصيم | وبالمؤمنين رؤوف رحيم | |
له زوجة آية في العفاف | وربّة بيت سخيّ کريم | |
له إبنة اسمها نازنين | کزهرة ورد کلطف النسيم | |
دعاني لشيراز ضيفاً ولم | يقصّر وجاد بفضل عميم | |
يدبّر قسم العروبة في | بلاد بها العرب دوماً تهيم | |
يدير الأمور بصدر رحيب | بحزم دقيق برأي حکيم | |
يساعده طاقم بارع | کفضل الإله الحکيم العليم | |
هو القادريّ القدير الذي | يزاول يوگا بصدر حليم | |
وفي حلبة الکونگ فو باسل | يني منه کل شجاع قويم | |
ولکنّ في الصفّ يبدو کما | هو ابن الحجاز أو ابن التميم | |
کيانيُ ! منّي إليک السلام | تقبّل سلامي بقلب سليم | |
فأدعو علی کلّ من أبغضک | لينجرّ في هاويات الجحيم | |
وأدعو لمن خصّ فيک الوفا | ليجتاز من مرتبات النعيم | |
وأرجو لک الفضل من خالق | يزيد البرايا بفضل عظيم | |
ارديبهشت ۹۱ |
۸۹۹- قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل بسقط اللوي بين الدخول فحومل
[۲]بسم الله الرحمن الرحيم